الثلاثاء، سبتمبر 26، 2017

موضوعات تعبير عن " القراءة وأهميتها " لجميع المراحل التعليمية المختلفة

موضوعات تعبير منقولة عن القراءة 

الموضوع الأول


إنَ الأُمة التي لا تقرأ لا خير فيها؛ ولا صلاح لشبابها وأهلها، وسيحيطها التخلف من كل جهة، تُعدّ القراءة وسيلةً مُهمةً للعلم والمعرفة؛ فنرى المدارس تكثر فيها المكتبات؛ لكن لا تحظى تلك الكُتب المتكدسةِ على رفوفها، بنظرة من عيون القُراء من الطلبة، وأياديهم التي تُقلب صفحات الكتب؛ وهذا بالمحصلة ما خرّج أجيالاً متلقيةً للعلوم، عاجزةً عن تحليلها، تملك آفاقاً محدودةً في الحياة في شتى مجالاتها. إنّ القراءة غذاءُ الروح، ومنبعُ الأفكار؛ لأنّها تُعمق الإحساس بأهمية الحياة؛ وتفتح آفاقاً جديدةً أمام الإنسان القارئ، وكم غيّرت الكتب طريقة تفكير بعض القراء نحو الأفضل، الأمر الذي انعكس إيجاباً على حياتهم اليومية، فغدوا متفائلين، ومُرحبين بالحياة، وتدفّق الخير فيها.
 إنّ القراءة سفرٌ دون طائرة، ورحيلٌ لبلاد أٌخرى دون عرباتِ القطار، أو تجهيزٍ للحقائب؛ إنّها رحلةٌ أعمقُ بكثيرٍ ممّا يظنّ الناس؛ فعندما يفتح المرءُ كتاباً لأحد الكُتّاب، من بيئةٍ لا تُشبه البيئة التي يعيش فيها القارئ؛ فإن الأخير يُسافر ذهنياً نحو كل تفاصيل تلك البلاد، التي يُذكرها الكاتب في صفحاته؛ ويتعرف على حياة الشعب الذي ينتمي إليه، ويهتم بنقلها لقراء العالم. راح خبراء التنمية البشرية، إلى أبعد من ذلك؛ وربطوا تركيز الموظّف في عمله بالقراءة؛ فالموظف الذي يشعر بكثيرٍ من التشتت، وضياع الأفكار أثناء العمل، فاقترحوا عليه أن يقرأ عشرين صفحة من كتابٍ، يشعر بالانسجام مع الأفكار الواردة فيه؛ وذلك قبل توجّهه صباحاً إلى العمل، وسيتفاجئ ذلك الموظف، بتركيزه العالي، وإبداعه في أداء المهمات الصعبة، فقط لأنّه قرأ صفحاتٍ من أحد الكُتب. ينصح الخبراء في علم النفس؛ بقراءة الكتب لا سيما قبل الخلود إلى النوم؛ كعلاجٍ للاكتئاب، والشعور بالضيق، والتوتر؛ فالقراءة تخفف الحزن، وتبعث في النفس راحةً لا تضاهيها راحة، وتدفع إلى الاسترخاء، وتطرد الوساوس والأفكار السلبيّة.
 إنّ الحياة اليومية تُغرق البشر في المشاكل والضغوطات، وكثيراً ما يعجزون عن إيجاد الحلول لبعض قضاياهم؛ فيما قد تمدّهم قراءة الكتب بالحلول التي يبحثون عنها؛ إمّا بالإلهام من أحداث روايةٍ مُعينة، أو أن أثر الكتابة عليهم بطرد التوتر، أزاح الستار عن بعض الحلول فاتضحت أكثر، 
 وعندما يقرأ الإنسان تتوسع مداركه العقلية، ويرى الحياة من زاويةٍ أفضل. تتعدد مجالات الكُتب المقروءة بين الرواية، والشعر، والخواطر أيضاً، وبين كُتب السيرة الذاتية، والكُتب العلمية، أو كُتب علم النفس والتنمية البشرية، إلى جانب كُتب التاريخ، والاقتصاد، والسياسة، وكتب الأطفال، وعلوم التربية، وكُتب الخطط الإدارية، وتنمية الموارد البشرية وغيرها من بحور العلم الأُخرى.
الموضوع الثانى 

القراءة هي حياة أخرى تمنح للإنسان، تُوسّع له آفاق المعرفة والثقافة، فتتوسّع مداركه في التعامل واتخاذ القرارات، فتجد المثقّف يُحب الناس سماع رأيه والأخذ به؛ لأنّه يعلم أكثر مما يعلم الكثيرون. وقد حثّ الإسلام على القراءة، بل نَزَل الوحي كله على قاعدة اقرأ فكانت (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، وإنّ أول ما خلق الله هو القلم، وقد سُمّيت أمة الإسلام (بأمّة اقرأ) وستقرأ يومًا بإذن الله. لكن المؤسف أنّ الذين لا يقرؤون يتعللون ألّا فائدة من القراءة، وهم لم يجرّبوها، إنّه الجهل بعينه والجحود بنعمة الله أن منحهم عقلاً واعياً ووقت فراغ، رغم أنّ القراءة الصحيحة هي تلك القراءة التي تعتبر تمامًا كالماء والطعام، فهي غذاء الروح يداوم عليها القارئ كل يوم وليس في وقت فراغه وحسب. لو خضع أحدهم لتجربة أن يقرأ كل يوم خمس صفحات من كتاب، سيخرج على آخر الشهر بناتج مئة وخمسين صفحة، أي تسعمائة صفحة لمدة نصف عام، أي بمعدل ثلاث كتب كبيرة، أي من ستة إلى عشرة كتب صغيرة ومتوسطة، وإذا قيس هذا على العام فسيكون قد خرج بنتاج عشرين كتابًا في السنة مع كلّ كتابٍ تجربة، وفي كل كتاب معرفة جديدة. كل هذا من خمس صفحات يوميًا فكيف لو زيدت لعشر صفحات، ستصبح مكتبة متنقّلة في نهاية العام، وستدرك حتمًا أنّ تفكيرك قد تفتّح، ومدارك معرفتك قد ازدادت، وأنّ دُنيا جديدة قد أصبحت ملجأ لك.
 إذاً فالقراءة مهمة، والذين يقتنعون بذلك يبدؤون القراءة ويشعرون ببطء سرعتهم فيها، وهذا شيء بديهي؛ لأنّ الدماغ غير مهيأ؛ لأنّ خلاياه لم تكن معتادة عليها، لكن مع الاستمرار في القراءة سيتفاعل دماغ الإنسان معها شيئًا فشيئًا وتزاد سرعة القراءة لديه، والبعض وصل لسرعات هائلة في القراءة، وازدادت مع القراءة قوة الحفظ أيضًا. 
أهمية القراءة القراءة جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فهي ضرورة أساسية في حياة البشرية، والوسيلة التي يعتمد عليها الشخص لتنفيذها هي المطالعة المستمرة، والمطالعة مقترنة بالقراءة ولازمة لكي يتحقق فعل القراءة بواسطة الإنسان. والقراءة مهارة متاحة لأي شخص بعكس كثير من المهارات الأخرى، لكنها صعبة في نفس الوقت لأنها تتطلب قدرة من صاحبها في السعي ورائها وطلبها والمداومة عليها لتكوين ثقافته الخاصة به طيلة حياته. يمكننا تعريف القراءة بأنها استيعاب لكل ما يُكتب وتراه عين الإنسان. 
والقراءة أيضاً هي المعرفة المفهومة. القراءة وسيلة، فنحن نقرأ لكي نتعلم، وقد وضّح الله عز وجل هذا في الآيات الخمس الأولى مما نزل من القرآن الكريم في سورة العلق، قال تعالى: (ااقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ). فالقراءة ليست هواية كما هو شائع، هي غذاء العقل. وتتّضح أهمية القراءة من كلام الكاتب الكبير جراهام جرين حين قال: (أحياناً أفكّر أن حياة الفرد تشكّلت بواسطة الكتب أكثر مما ساهم البشر أنفسهم في تشكيل هذه الحياة). إذ تُمكّن القراءة الإنسان من التعلم بنفسه، والاطلاع على جميع ما يريد معرفته من دون الاستعانة بأحد في كثير من الأحيان. 
للقراءة فوائد كثيرة لا نستطيع حصرها ولكن يمكن أن نلخص منها ما يأتي: إنها مع شقيقتها الكتابة هما مفتاحا العلم. إنها من أقوى الأسباب لمعرفة الله سبحانه وتعالى وعبادته وطاعته وطاعة رسوله. إنها من أقوى الأسباب لعمارة الأرض والوصول إلى العلوم المؤدية لذلك. إنها سبب لمعرفة أحوال الأمم الماضية والاستفادة منها. إنها سبب لاكتساب المهارات ومعرفة الصناعات النافعة. إنها سبب لمعرفة الإنسان لما ينفعه ولما يضره في هذه الحياة من العلوم. إنها سبب لاكتساب الأخلاق الحميدة والصفات العالية والسلوك المستقيم. إنه يحصل بسببها للإنسان الأجر العظيم والثواب الكبير لا سيما إذا كانت قراءته في كتاب الله أو في الكتب النافعة التي تدله على الخير وتنهاه عن الشر.
 إنها سبب لرفعة الإنسان في هذه الحياة وفي الآخرة لأنها من أسباب العلم والله يقول: (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ). إنها سبب قوي لمعرفة مكائد أعداء الإسلام والمسلمين من الكفرة والملحدين والفرق الضالة ودحضها والحذر منها. إنها سبب للأنس والترويح عن النفس واستغلال وقت الفراغ بما ينفع.
الموضوع الثالث 

تعدّ القراءة هي المصدر الأوّل والأفضل للمعرفة، وهي السلاح الأقوى الّذي من الممكن أن يمتلكه أيّ فردٍ أو مجتمعٍ على الإطلاق؛ إذ إنّ القراءة تمكنّ الإنسان من اكتساب خبرة الآخرين والتي لا يمكن له اكتسابها حتى ولو عاش آلاف السنين، 
أو كما قال عباس محمود العقاد: " القراءة تضيف إلى عمر الإنسان أعماراً أخرى"، فالقراءة تمكنك من اطّلاع المعرفة والتجارب التي مرّت على البشر منذ بداية الكتابة والتدوين والخبرات التي اكتسبوها منها، فالكتاب هو الصديق الوحيد الذي لا يمكنه أن يخونك على الإطلاق أو يكذب عليك، ولذا لا يوجد أفضل من هذا الصديق لكي تبني خبرتك على أساس نصحه. 
أهميّة القراءة للفرد والمجتمع القراءة الواعية تفيد الفرد والمجتمع على وجه العموم، فإن أردنا أن نرى الطريقة التي تفيد بها القراءة الفرد، فإنّنا نتفق جميعاً على المعرفة التي تُكسبها القراءة للفرد والعلوم المختلفة التي يطّلع عليها عن طريق القراءة والتي لا نعلم متى ستفيدنا، وحتى ولو لم تفدنا هذه المعلومات التي نكتسبها من القراءة بشكلٍ مباشر، فإنّها تساعدنا على ربط الأمور ببعضها البعض وفهم الكون بشكلٍ أفضل وأوسع. 
ويجب أن نعلم أيضاً أنّ المعرفة هي الأمر الوحيد الذي لا يمكن أن يفقده الشخص، فمن الممكن أن يتعرّض الإنسان لموقف يفقد من خلاله عمله أو ماله أو حتى عائلته وجسده، ولكن المعرفة هي الأمر الوحيد الذي ليس من الممكن له أن يفارق الإنسان، فلو ضربنا مثالاً بعالم الفيزياء ستيف هوكينغ، فنسجد أنّ أيّ شخصٍ تعرض لما تعرض له سيفقد الأمل في الحياة وسيكون في قعر المجتمع، ولكن ما جعل من ستيف هوكينج واحداً من أعظم الشخصيّات في العالم بأسره هو علمه ومعرفته التي اكتسبها في بادئ الأمر عن طريق القراءة. 
إنّ للقراءة العديد من الإيجابيّات الأخرى التي تنعكس على الفرد، فعند قيامنا بالقراءة سنقوم باكتساب مصطلحاتٍ جديدة وتعلّم أساليب جديدة في الكلام، وهو ما سيساعدنا على تحسين أدائنا في الكتابة والتحدّث أيضاً، بالإضافة إلى أنّها تساعدنا على تحسّن طريقة تفكيرنا وزيادة التركيز لدى الإنسان، كما أنّ القراءة تساعد بشكلٍ كبير على تحسّن الذاكرة وبالتالي تفادي العديد من الأمراض كالزهايمر. 
أهميّة القراءة للفرد هي أحد الأمور البديهيّة لدى العديد من الناس مقارنةً بأهميّتها للمجتمع؛ إذ إنّه عند القراءة فإنّ كلّ شخصٍ يقوم بالارتقاء بنفسه فكيف لذلك أن يرتقي بالمجتمع؟ الإجابة هنا تكون بأنّ المجتمع مكونٌ من مجموعةٍ من الأفراد والذي يرتقي بارتقائهم وينحطّ بانحطاطهم؛ فالمجتمع ليس كائناً منفصلاً بذاته يكون مستواه في المجتمع تبعاً لتصرفاته، بل إنّ مستوى المجتمع أو الدولة وارتقائها يكون نتاجاً لأفعال من يشكّلونها، فبالتالي إذا ارتقى الناس بتفكيرهم فإنّ المجتمع ككلٍّ سيرتقي بتفكيره أيضاً، فلو افترضنا أنّ دولةً ما فرضت على جميع المواطنين أن يقوموا بالتمارين الرياضية والعسكرية كلّ يوم، فإنّ سكان هذه الدولة سيصبحون من أشرس المحاربين كما حصل مع الأسبارطة الذين لا زال التاريخ يذكرهم حتى الوقت الحالي، وهذا ما سيحصل أيضاً في حال قام جميع سكان الدولة بالاهتمام بالمعرفة والقراءة، فإنّها ستشكّل حضارةً لن يذكرها التاريخ فقط، بل إنّها ستساهم في صنع التاريخ وتشكيل عقول البشر حتى بعد آلاف السنين، كما حصل مع الإغريق الّذين كان نتاجاً لشغفهم للمعرفة والقراءة العديد من الفلاسفة العظام كأفلاطون وأرسطو والأطباء والعلماء، والذين ما زالت أفكارهم تساهم في تشكيل عقول الناس حتى وقتنا الحالي.

هناك تعليق واحد:

المشاركات الشائعة