بقلم / أمنية وجدى حسين
تتجه وزارة التعليم العام القادم إلى تطبيق نظام الأوبن بوك فى الثانوية العامة وهو نظام تدريس لا يشمل منهج محدد بإجابات محددة فهو موضوع يعتمد على البحث من أكثر من مرجع وليس حفظ المعلومة وتشير التوقعات إلى تغيير نظام الأسئلة التقليدى وتحريرها من قيود الحفظ والتلقين والاتجاه إلى الفهم والاستنباط والتحليل وكمعلمين نثمن هذه الجهود إلى جانب تطوير المناهج لأطفال الحضانة والصفوف الأولى ليتعود الطفل على تحليل الفكر وربط ما يتعلمه بالبيئة معتمدًا على الكتاب المدرسى المصور متنوع القصص متعدد الأنشطة وكلنا يدرك فائدة أن تحفظ ذاكرة الطفل الصور وشكل الحرف وترتيب الكلمات فى عملية التعلم فجاء الكتاب المدرسى الوسيلة التعليمية التى تُرضى حاجة الطفل والمعلم فى طريقة التدريس والتقييم وهو أيضا مرجع ولى الأمر لمتابعة طفله
وعلى نفس درب التطوير طبقت وزارة التعليم نظام التقييم على " التابلت " الذى هو وسيلة لأداء الامتحان والدخول على منصات التعليم للصفين الأول والثانى الثانوى وظهرت السلبيات التى رصدتها الأغلبية دون محاولة التعليم معالجتها " فالتابلت " منذ العام الأول لتطبيقه صار وسيلة للنجاح والغش لا وسيلة للتعلم والفهم وقد اعترفت وزارة التعليم ضمنًا بذلك فى تصريحات الوزير على وسائل الإعلام
وتتوالى مفاجآت التعليم ومع ما نعانيه من هذا " التابلت " الذى تحول إلى ترفيه بالتحميل والتهكير محاولتها انتزاع موافقة لجنة التعليم بمجلس النواب على أن يكون التابلت هو الأساس فى التعليم بالأوبن بوك والتقييم للصف الثالث الثانوى
أولا : - أعلنت الوزارة عدم طباعة الكتاب المدرسى للمرحلة الثانوية كلها وأن يكون الكتاب المدرسى محملا على " التابلت " تطويرًا وتجديدًا .. فهل التحديث أن أضع قبعة قديمة على رأسى وأنا أرتدى ملابسى الجديدة
الكتاب المدرسى مازال ببعض أخطائه التى لم يتم تصحيحها وبعض رسوماته المتناقضة مع معلوماته الغير منظمة أحيانا ومازال يضم أسئلة عرّف والمصطلح والأسئلة المقالية المباشرة التى تقيس الحفظ وتبعد كل البعد عن الفهم ألمْ يكن الأجدر تطوير محتوى الكتاب المدرسى قبل تحميله على " التابلت " ليتواءم مع منظومة التعليم الجديدة المستحدثة ؟!
ثانيًا : - تحويل الكتاب المدرسى الورقى إلى كتاب إلكترونى يقلل من قيمته ومن استخدامه فينأى عنه الطالب ويتجه إلى شراء الكتب الخارجية التى تساعده على كتابة الملاحظات والإجابات والتظليل لربط العلاقات بين الجمل فالكتب الخارجية عالجت عيوب الكتاب المدرسى وأصبحت الأفضل بتصريح من الوزارة
ثالثًا : - إعلان التعليم أن نظام التقييم التقليدى سيختفى وفى ظل توقعات بإتجاه الوزارة إلى تطبيق الأسئلة الاختيارية واختفاء جميع الأسئلة المباشرة والمقالية والمسائل اللفظية بخطواتها المعروفة تهامست الأصوات فى الغرف السرية بشكل الامتحان ونمط الأسئلة وعددها والذى لا يتناسب والقديم وبالرغم أن الوزارة ستتيح نماذج استرشادية بالنظام المعدل إلا أن هذا الطرح سيكون متأخرًا فيتفاجأ الطالب والمعلم بأسئلة غير متوقعة وبوقت قصير للتدريب - باختصار ؛ لا تأمرنى بتطوير فِكرى وتقدم لى نفس مائدتك القديمة . ولا تطبق نظام حر وتقيدنى بمصدر التعلم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق