تهنئة لوزير التعليم : نجح الطالب ورسب التعليم
وبعد إعترافه أن النجاح بالغش الجماعي فقد رسب الاجتهاد وكل يوم يأتى بالجديد
أولا : شكرًا لأولياء الأمور وخاصة الشهادة الإعدادية الذين ( عصروا على نفسهم لمونة ) وقبلوا بهذا الامتحان المجمع بالدرجة الكاملة كحل مناسبٍ يُنهي أزمة الترم الأول فكانوا الأكثر رحمة من وزير الفوضى فلم يحمّلوا أولادهم عناء تحصيل مناهج ترمين كاملين ولأننا ألفنا قبل هذا الوزير أن أى قرار تعليمى يجب أن يسبقه مدة كافية لدراسته ولكنها الجائحة .
ثانيًا : جاء الامتحان الموحد (بتوزيع درجات) قلب ميزان التفوق رأسًا على عقب وأفسح مقاعدًا لأسماء طلاب احتلوا المراكز الأولى لم تكن معرفتهم عن التفوق تتعدى حروفه الإملائية فى جملة تعبيرية
ولأن وزير التعليم يهوى التفاخر فتمادى فى الإطراء على نجاح امتحانات الترم الأول ( وهو يعلم أنها مسرحية )وغيّر التقييم وشكل الامتحان ( بطرقعة إصبعيه ) فعمم الامتحان الموحد على جميع الصفوف وأخيرًا الصفين الأول والثانى الثانوى وسحب منهم بساط الدلع : التابلت والأوبن بوك والنت وجروبات الغش بزعم التقييم وفى الأصل ( مازلنا فى مسرحية الفوضى ) فالدرجات لهذا الامتحان كارثية والأسئلة غير معيارية إلى جانب تزاحم المعلومات مع مواجهة جداول امتحانية بدون فترات إجازة ( كالجامعات )
وفوجئنا بالإعلان عن الكتاب الدوري وتسابق الكتب الخارجية لنشر نماذج للامتحانات الشهرية بنفس توزيع الدرجات الكاملة فمادة = ٨٠ درجة واخرى ٦٠ درجة أو ١٠٠ درجة (كما حدث فى الترم الأول) ثم يأتى بمتوسط آخر العام
أى تهريج هذا ؟ الامتحان الواحد بدرجة ترم كامل وتتكرر نفس الكارثة وقد تصل غلطة السؤال الواحد من ٨ إلى ١٠ درجات ؛ لماذا لا يتم توزيع درجة المادة الواحدة على عدد امتحانات الشهور ؟ فلا نجد الهوة الواسعة فى الدرجات الطالب والفراغ التعليمي فى عقول الطلاب
الامتحان المجمع لا يراعى الفروق الفردية والقدرات العقلية والنفسية للطلاب على الاستيعاب والتقييم على أساس نوع واحد من الأسئلة ليس تقييمًا وطالما الامتحانات ورقية فلماذا لا يضاف أسئلة أخرى متنوعة بسيطة ؟ وطالما الوزير دائم التخبط والرجوع عن قراراته فلماذا لا يتراجع عن مهازل قراراته عن التراكمية وامتحانات اليوم الواحد والثانوية الإلكترونية وتهميش دور المعلم وإلغاء دور المدارس الحكومية ومناهج الحشو والتعقيد ؟ ألم يحن الوقت أن يعلن بجرأة عن فشل منظومته من الألف إلى الياء ؟ نفس الأقلام الحرة التي وافقت على حل أزمة الترم الأول هى نفسها الآن التي ترفض مرور هذا الحل في الترم الثاني وتواجهه .
باختصار
وزير التعليم يتباهى بالنجاح الإعلامى وبسياسته العشوائية التى أنتجت جيلا من الجهلاء فلا تعليم ولا قيم أو اجتهاد وكل الاشفاق على جيل الثانوي الذى يواجه أعوامه بمعلومات الإعدادية واعتاد التسيب فلا لوم عليه هذه الأيام أنه فتح النار والهجوم على قرارات وزيره الأخيرة الذى تراجع عن دلعه وهشتكته وبدّل التابلت بالورق والأوبن بوك بورقة مفاهيم ... ولا زيف يدوم
أ . أمنية وجدي حسين
معلمة اللغة العربية