الاثنين، مارس 21، 2011

بين الجهلاء والعقلاء ثلاثة فلا تحزن يا قلب


بالعودة إلى الوراء لوصف مصر الثورة ومصر السياسة لم نجد لصوت ثورتنا صدىً فتساءلنا وتعجبنا لماذا ضاع صوتُ العقلاءِ؟ وكان وقعـًا عصيبـًا ضغط على عقولنا لساعات ٍ حتى بدأنا نلتقط الأنفاس ونحلل الأحداث .
الخبرة السياسية ليست لدىّ ؛ولكن ما زال عقلى لدىّ أفكر به لقد تعلمت من الحياة أن الأزمات تشد العود ولا تثنيه ؛فاتخذت درب الحياة مدرستى والآن من دروسها وقفت لأعلن أسفى وأعلن أن جيل هذه الثورة قد تخاذل وتكاسل عن دوره فى الوعى السياسى فأخذت كتائب الأطياف الدينية تستغل الجهل السياسى لهؤلاء العامة البسطاء لحشدهم للعودة إلى الوراء وتحقيق أهداف خفية رأسها الخلافة الإسلامية تحركها ثلاثة عقول مفكرة بأهواء مختلفة
* خرج علينا فى الساحة السياسية السلفيون الذين لم يكن أبدًا ينظر إليهم يومًا . فقد كانوا مثل الظل الذى ليس له صاحب جاء من الهواء يكتفى بالدين ويجهل الحياة السياسية تمامًا وخرج زعيم لهم فجأة بعد أحداث الثورة ليعلن حزبـًا سياسيـًا هذا الشيخ الجليل صاحب بعض الأفكار التكفيرية التى يتبرأ منها المعتدلون
* وعقل الأخوان المسلمين الذى يفهم أساليبُ اللـّعبة السياسية ويختبىء بخبثه ومكره فى الصفوف الخلفية حتى تسنح الفرصة له ليقتنصها فأزالوا لحيتهم واتجهوا إلى ساحة التحرير ليبدأوا رحلتهم التى طالما حلموا بها وأصبحت السياسة أهمَ هدف لديهم فبادروا بالحوار وبادروا بإعلان الحزب والقناة الفضائية ليستمدوا شرعية رسمية لهم وأخيرًا نراهم بأعيننا ونسمعهم بآذاننا يمارسون دجلا وشعوذة ولعبـًا بالجنة والنار فينذرون بالعقاب الإلهى ويبشرون بالثواب الأبدى
* وعقلٌ آخر عجيب ولونه مختلف من أين أتى ؟! وبماذا يتلون ؟! ومتى سيستقر بلون أساسى نتعرفه ؟! ذلك الداعية الإسلامى الشاب الذى اتخذ من الدين تجارة ومن الإعلام وساطة ليعلو ويزهو..  فجأة أصبحت السياسة شاغله وكرسى الرئاسة هواه وبذكائه التجارى انقض أيضـًا على الثورة واتخذ أخيرًا من أحداث كنيسة أطفيح بذرة عمله ليمارس حياة سياسية بعد أن كانت دينية تجارية ويعلن بصريح لفظه تعجبه من أمية الشعب المصرى وحاجته إلى تعلم القراءة والكتابة
نسخر من تعجبه : أليست هذه الأمية هى التى استغلتها تلك العقول فى حملتها الدينية السياسية لحشد التأييد ؛ يمكرون ويخدعون ثم يرقصون على أنغام الديمقراطية ويتهمون العقلاء بالعلمانية
فمصر التى أنجبت الأبطال والزعماء والدعاة الأشراف ورجال الأزهر الأجلاء والعلماء الأوفياء لبلدهم ورجال القانون والفقهاء تحولوا إلى علمانيين

" حمى مصر شر الفتن ومكر الماكرين "
أما عن آرائى أقول بكل الاحترام لمن يقرأها
" لكم دينكم ولى دينى "
       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة