قال الله تعالى
" فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين ،فبعث الله غرابـــًا يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه قال يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب "
صدق الله العظيم
قد علمنا الطير كيف ندفن أمواتنا فحملناهم على الأكتاف وسرنا بهم طرقات الحياة لنغلق فى النهاية عليهم باب الموت وغادرناهم بدموع ووداع
ولننظر فكما رفعت أكتافنا أمواتـــًا لنا ... رفعت أيضــًا هذه الأكتاف أبطالا حفروا فى صخر التاريخ شمائلا و أمجادًا و أيقظوا وجدانـــًا وألبابـــًا
صمدت هذه البطولات أمام قسوة المشاعر وتحجر العقول وجبرتها وأطماعها فأخرجت أفواهــًا تنطق حقــًا وتنبت فى النفوس شرفـــــًا
ويذكر لنا التاريخ منهم ما نسينا وتشتعل أفراحنا بهم فتتشابك قلوبنا بأرواحهم
ولكن تضن علينا الأيام بهذه الأفراح فنجد أكتافنا من جديد تحملهم لتقبرهم أمواتــــًا وشهداءً وتتعاظم مصائب الدهر علينا فنجد أننا نطوى الثرى على صغار لنا قد تعالت ضحكاتهم فى ليالى سمرنا ورقصت عيونهم فرحة بأهازيج الحياة لأمل فى غد يشرق بشمس الكرامة والعـــزة
صغارنا الذين سمعوا دقات قلوبنا عندما كانت أرحامنا أوسع لهم من رحب الحياة تمتلئ جوانبها بدمع هزيل لضعف كسير أدمى الظلم نيله فصار واديه شقـــًا فى قلب شعب ينزف دمـــًا حيــــًا نابضــــًا هاتفــــًا
(( مصـــــر أمنــــا لها حياتنا ومماتنا ))
فوداعـــًا أيها الصغير الذى حملناه أعناقــًا وبكيناه دمــًا ولتبقى ذكراك عطــرًا يخضب ثرى وادينا ببراءة روحك الطاهرة
من أجل مصـــــر تحيـــــة من قلب كل أمّ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق